Missing and Kidnapped ... No news till now

We are all Palestine Everything talks about the Horror The rude criminal.... A True Story Missing and Kidnapped ... No news till now Fare-well Sabra and Shatella Sabra and Shatella

The fate of the kidnapped and missing ones?

بعد مرور 23 سنة على ارتكاب مجزرة صبرا وشاتيلا: ما هو مصير المخطوفين والمفقودين ...؟!

 

 

يحيي اللاجئون الفلسطينيون في كل عام ذكرى مجزرة صبرا وشاتيلا الرهيبة، والتي مر 23 سنة على ارتكابها على يد القوات اللبنانية والمليشيات المتعاونة مع قوات الإحتلال الصهيوني إلى لبنان في العام 82 فعلى مدى 43 ساعة وتحديدا من عصر يوم الخميس 16/9/1982 وحتى صباح يوم السبت 18/9/82 ارتكبت أبشع المجازر بحق الأطفال والنساء والشيوخ الأبرياء، بشكل جماعي وفردي، بالرصاص، والبلطات، والحرق بماء النار.. وغيرها من الوسائل، ولم يفرق المجرمون بين ملجأ هنا أو دور عبادة هناك، حتى المستشفيات لم تنج من المجزرة، ومستشفى غزة وعكا لا يزالان شاهدين، ولم ينج كبار السن في مأوى العجزة، حتى بلغ عدد الشهداء من الفلسطينيين واللبنانيين والجنسيات الأخرى  بين 4000 و 4500 ضحية، حسب الكاتب الأمريكي رالف شونمان.

مخيم شاتيلا  

      يقع مخيم شاتيلا للاجئين عند الطرف الشرقي للمدينة الرياضية في الشطر الغربي لمدينة بيروت، تأسس المخيم سنة 1949 على إثر نكبة فلسطين، وكان واحدا من المخيمات الأربعة، برج البراجنة، ضبية ومارالياس التي تأسست في بيروت لإيواء اللاجئين الفلسطينيين الذين طردوا من مدنهم وقراهم. تبلغ مساحة المخيم حوالي1300 متر مربع، ويعيش فيه الآن حوالي 3500 عائلة يشكلون حوالي 16000 نسمة، ويبلغ عدد اللاجئين المسجلين حسب الأنروا 8212 لاجئاً بتاريخ 31/3/2005 

  المفقودون والمخطوفون

    بلغ عدد المفقودين في المجزرة من الرجال والنساء مائة مخطوف ومفقود ( 66 فلسطينيا، 13 سوريا، 11 لبنانيا، 6 لا جنسية له، 3 مصريين، وبريطاني واحد ) حسب ما ذكرته الدكتورة بيان نويهض الحوت في كتابها " صبرا وشاتيلا ". وقد حرصت الدولة اللبنانية على متابعة ملف المخطوفين والمفقودين في لبنان منذ منتصف السبعينيات حيث بداية الحرب الأهلية اللبنانية وحتى التسعينيات بعد اتفاق الطائف، ولذلك شكلت في نهاية العام 1999 لجنة لبنانية رسمية أوكل إليها مهمة تسجيل جميع أسماء المخطوفين في لبنان خلال تلك الفترة وكان من بين الأسماء المدونة أسماء من اللاجئين الفلسطينيين خطفوا وفقدوا في مجزرة صبرا وشاتيلا. وفي 25 تموز من العام 2000 أعلن رئيس الحكومة اللبنانية الدكتور سليم الحص انتهاء أعمال "لجنة التحقيق للاستقصاء عن مصير جميع المخطوفين والمفقودين" كما نعى بشكل رسمي ونهائي جميع المخطوفين والمفقودين الذين سجلت أسماؤهم، وأوصت اللجنة بالإيعاز إلى ذويهم بمراجعة القضاء المختص لإثبات الوفاة بصورة قانونية كما نقلت جريدة السفير البيروتية في عددها الصادر بتاريخ 26/7/2000 فهل انتهى الأمل بمعرفة مصيرهم ؟

  المفقود علي علامة  

 الأمر يختلف مع السيد عبد الناصر حسن علامة (44 سنة) الذي لم يفقد الأمل بمعرفة مصير أخيه في يوم من الأيام، إن كان لا يزال على قيد الحياة أو تم قتله مع غيره من الأبرياء. فقد عبد الناصر أخاه علي حسن علامة وكان علي في ذلك الوقت في التاسعة عشرة من عمره. يقول عبد الناصر : " لم ولن نتوقف بالبحث عن مصير أخي وزميله نعيم فايز محسن ( 18 سنة ) حيث فقدا سوية، ولن نتوقف كذلك بالبحث عن مصير جميع من فقد أو خطف، وأملنا أن نعرف يوماً مصيرهما ومصير غيرهما من المخطوفين والمفقودين "، فكيف فقد الشابان؟ 

 تعود الذكريات الأليمة بعبد الناصر إلى 23 سنة هي عمر المجزرة ليحدثنا عن تلك الليلة المرعبة حين تقدمت القوات اللبنانية إلى منطقة صبرا، حي الباشا، زاروب الديك وذلك فجر يوم 17/9 أي في اليوم الثاني للمجزرة بعد أن تمت محاصرة مخيم شاتيلا ولم يسمح لأحد بالدخول أو الخروج منه : " كنا نسمع أصوات الجرافات و زخات الرصاص، ونسمع الصراخ الذي كان يأتي من بعيد. لم نكن ندري ما الذي يحدث هناك إلى أن تمكن بعض الأهالي من الهرب وأخبرونا بهول ما كان يحدث في المخيم من ذبح وتقتيل للنساء والأطفال والشيوخ. فلقد كان مرّ على بدء ارتكاب المجزرة حينها حوالي اليوم الكامل، حينها استطعنا وبمساعدة بعض الشبان من التقاط بعض الأسلحة التي كانت ملقاة على جانب الطريق لمحاولة الدفاع عن أنفسنا وإعاقة القوات من الاقتراب من حي الباشا، وقررنا في النهاية مغادرة الحي فجر يوم 17/9/1982 حيث استطعنا أن نهرب مع بعض العائلات من النساء والأطفال،وعند وصولنا إلى منطقة المقاصد التي تبعد عن مخيم شاتيلا حوالي 2.5كم كان هناك حاجز للإحتلال الإسرائيلي. أخبرناهم أن هناك مجزرة ترتكب بحق الأبرياء في المخيم وعلينا الهرب إلى مكان آمن. إلا أن الجنود الإسرائيليين أخبروناأن لديهم أوامر بعدم السماح لأي شخص بالخروج من مخيم صبرا وشاتيلا، وتم إعادتنا من جديد إلا إننا استطعنا الهرب من بعض المنافذ ظنا مني أن أخي وزميله قد سبقانا إلى بيت أحد أقربائنا في كورنيش المزرعة، ولكن في الواقع كان أخي وزميله لا يزالان ينامان في المنزل بسبب عناء تلك الليلة. حينها بدأت القوات اللبنانية بالتقدم باتجاه الحي وبدأت بالمناداة على الناس من سيارات الجيب التي كانت تتقدم ببطء قائلة لهم: "ليس لدينا مزيد من الوقت عليكم بالخروج" وخرج من خرج من الناس الذين بقوا وتم أخذ أخي علي وزميله نعيم على قيد الحياة وأمام أعين الحاج أبو خالد الباشا (65 سنة) فقد شاهد أخي وزميله كيف أن الجنود الإسرائيليين وضعوهمافي جيب صغير مكشوف وتم أخذهما إلى جهة مجهولة باتجاه السفارة الكويتية، وبعد ذلك اختفيا ومنذ ذلك الوقت لا نعلم عنهما أي شيء. اتصلنا بالصليب الأحمر الدولي وبالأنروا والمؤسسات الإنسانية المحلية والدولية وأعطينا الأسماء أيضا إلى قيادة حزب الله لعله يتم الإفراج عنهما في صفقة التبادل ولكن إلى الآن دون أية نتيجة ". 

 الإفراج بعد دفع الفدية  

 يقول عبد الناصر: إن عناصر من القوات اللبنانية زارتهم في المنزل في العام 1984 وعرضت عليهم " الإفراج عن علي مقابل دفع مبلغ خمسة آلاف دولار أخبرهم عندها عبد الناصر بأنهم " مستعدون أن يعملوا على تأمين المبلغ ولكن شرط أن يسمحوا لهم برؤية "علي"، إلا أن عناصر القوات ذهبوا من غير رجعة. وقد استفاد عبد الناصر من تجربة والد المفقود إبراهيم السري الذي دفع مبلغ خمسة آلاف دولار لعناصر من القوات اللبنانية على أمل الإفراج عن ابنه إبراهيم إلاأنه وقع في مكيدة مدبرة لسرقة ليس فقط أرواح الناس وإنما أيضا أموالهم، فعناصر القوات ذهبت بالمبلغ دون رجعة.  ويعقب الأخ عبد الناصر قائلا: "بهذه المناسبة الأليمة والتي تتكرر وتتجدد في كل عام، وبعد مرور 23 سنة على المجزرة نؤكد أننا لن ننسى ولن نغفر، وما نطلبه من المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان والصليب الأحمر الدولي وكل من له علاقة بالأسرى والمخطوفين والمعتقلين أن يتم التدخل لدى الجهات المعنية إن كان القوات اللبنانية أو العدو الصهيوني للعمل على كشف مصير أبنائنا وهذا من حقنا الطبيعي. وكذلك أن يأخذ المجتمع الدولي دوره بمعاقبة المسؤولين عن ارتكاب المجزرة واعتقال كل من تثبت إدانته بالجريمة البشعة وعلى رأسهم المجرم شارون الذي شوهد بالقرب من السفارة الكويتية من قبل الكثيرين وهو يعطي توجيهاته". 

 إحياء الذكرى 23 للمجزرة  

  تحت عنوان "كي لا ننسى مجزرة صبرا وشاتيلا" أحيا اللاجئون الفلسطينيون المناسبة بإقامة العديد من الفعاليات في المخيمات والتجمعات الفلسطينية ونظموا التظاهرات والندوات والمحاضرات والمعارض،وكالعادة في كل عام بمشاركة عدد من الوفود الأجنبية من الإيطاليين والأمريكيين والألمان والدانمرك الفرنسيين، وكان من المقرر أن يكون الوفد الفرنسي الأكثر عددا بين الوفود الأجنبية المشاركة (50 عضواً) من بينهم أربعة نواب اثنان منهم عضوان في البرلمان الأوروبي؛ إلا أن زيارة الوفد الفرنسي قد ألغيت في اللحظات الأخيرة أي قبل يوم واحد من موعد وصوله إلى مطار بيروت، وقد عزا البعض بأن سبب إلغاء الزيارة له طابع سياسي بحت بعد أن جرى الحديث عن أن  سبب إلغاء الزيارة يعود إلى أسباب أمنية. 

 الوفد الفرنسي  موجود رغم غيابه 

  اتصل الوفد الفرنسي بمنسقة جمعية "توأمة المدن الفرنسية مع المخيمات الفلسطينية" السيدة ميرفت أبو خليل ليعلمها بأنه رضخ للضغوط، وانه لن يأتي كما كان متوقعا كما ذكرت أبو خليل. وتضيف إن "السفير الفرنسي في لبنان برنار ايمييه اتصل بالنواب الموجودين بالوفد، وتحديدا بالنائبة ماري جورج بوفيه والأمين العام للحزب الشيوعي وفرنان تويل، ليقول لهم: إن هناك مخاوف من عملية خطف قد يتعرضون لها أثناء وجودهم في لبنان، وان الوضع غير جيد". ولقد قلنا للوفد: إن الوضع جيد في لبنان فعادوا وأكدوا أنهم سيحضرون للمشاركة. لكن ضغوطا أخرى مورست عليهم للتأجيل على الأقل، فقلنا لهم: إنهم إن اجّلوا فلن يكون ذلك مناسبا كون الذكرى تقع في 16 أيلول، أما بالنسبة لتخوفهم من انعكاسات لإعلان تقرير المحقق الدولي في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري ديتليف ميليس فقد قلنا لهم إنه أجل تقريره أربعين يوما، لكن الضغوط ا ستمرت على ما يبدو لأسباب أخرى غير تلك المعلنة ولا أعرف ما هي؟ ".  

 وكان رئيس الوفد الفرنسي فرنان تويل نيابة عن رئيس بلدية بانيوليه، المدينة الفرنسية التوأم لمخيم شاتيلا وبرفقة وفد من سكان مدينتي بانيوليه قد ألقى كلمة بين أبناء مخيم شاتيلا اللاجئين قائلا "أحبائي سكان شاتيلا، أصدقائي من أعماق قلبي كنا نتمنى أن نكون بصحبتكم، هنا في شاتيلا. كنا نريد، لو استطعنا، أن نعبر لكم، العين في العين، واليد باليد، ليس فقط عن تضامننا ولكن أيضا عن صداقتنا التي تجمعنا بكم".   

  كان علينا الاختيار. كنا حوإلى خمسين مواطنا، بيننا نساء، شباب، وبعض المتقدمين بالسن، من مختلف الحساسيات السياسية والثقافات والأديان، مسيحيون، يهود، مسلمون.

كلنا نمثل سكان بانيوليه، وكلنا كنا نريد أن نكون هنا هذا اليوم إلى جانبكم. لكن ظروفاً لا نملك التحكم بها، منعتنا من المجيء. حتى النهاية أردنا المجيء. لكننا لم نستطع.  

 أنقول اننا آسفون لذلك؟ إنه قول ضعيف جدا بجانب ما نحس به من مرارة لأننا لم نستطع، هذا اليوم بالذات، أن نكون معكم.  

 اسمحوا لي بذكرى شخصية. كنت في الخامسة عشرة من عمري، عندما رأيت في أحد مساءات أيلول من العام 1982، في نشرة أخبار التلفزيون الفرنسي، الصور الرهيبة لشهداء شاتيلا. ومنذ ذلك الحين لم تتركني تلك الصور. كما أنها لم تترك ذاكرة غالبية الفرنسيين وخصوصا سكان مدينتي. عندما شرفني هؤلاء بانتخابي على رأسهم، كانت أولى أمنياتي أن أنسج علاقة معكم. إن دم شهداء أيلول العام 1982 يطالب بالعدالة. وهذه العدالة لا يمكن إلا أن تأتي من أرض معادة إلى أصحابها أو دولة تستطيع أن تؤمن لكم حقكم في عيش هانئ من دون قلق على المستقبل.  

 زيارة بلدية الغبيري 

  وبتاريخ 15/9 استقبل رئيس بلدية الغبيري محمد سعيد الخنسا وعدد من أعضاء المجلس البلدي، الوفود المشاركة وتحدث قائلا: تأتي هذه الزيارة لتشهد على المجازر التي حصلت في صبرا وشاتيلا قبل 23 سنة ولكن أيضاً لتشهد على المجازر اللإنسانية التي تحصل في العراق. وأضاف الخنسا: "عاماً بعد عام نلتقي لنؤسس للقاء الكبير في المستقبل لشعوبنا، ولا يمكن لأميركا أن تبقى تمتلك أحادية القرار في العالم، ونحن وإياكم سنبقى نناهض من أجل حق الشعب الفلسطيني والشعب اللبناني، وإننا كبلدية لم نوفر جهدا في سبيل دعم الشعب الفلسطيني ضمن النطاق البلدي عبر تنمية البنى التحتية والإنارة وبعض الأنشطة الاجتماعية، مشيرا إلى أنه أولا وأخيرا تبقى المسؤولية على الأنروا التي يجب أن تدعم الشعب الفلسطيني وتقدم له مستلزمات العيش الكريم ".  

 ثم ألقى رئيس تحرير جريدة المانيفستو الإيطالية السيد ستيفانو تشاريني كلمة الوفود شكر فيها البلدية رئيسا وأعضاء على التعاطف معهم وحسن استقبالهم كل عام والحفاوة التي يلقاها الوفد. ثم أشار إلى أن هذه الزيارة السنوية تأتي من أجل إحياء ذكرى مجزرة صبرا وشاتيلا  ولتؤكد تضامننا مع الشعب الفلسطيني ولإعادة النظر والتفكير بهول الكارثة والمجزرة التي حصلت لهذا الشعب ".     

    وأضاف تشاريني إن "مجزرة صبرا وشاتيلا ليست الوحيدة التي أصيب فيها الشعب الفلسطيني بل هناك غيرها، وما يميزها أن القتلى في هذه المجزرة هم من الفلسطينيين واللبنانيين والعرب، قتلوا دون ذنب اقترفوه على مرأى ومسمع العالم أجمع الذي لم يحرك ساكنا من أجل رفع الظلم والعدوان عن هذا الشعب الأعزل الذي عانى وما زال من إجرام الجزار شارون ". 

  مخيمات الشمال   

       ومن ضمن الفعاليات التي قامت بها الوفود الأجنبية التي أحيت ذكرى مجازر صبرا وشاتيلا هي زيارات ميدانية للاطلاع عن كثب عن الوضع الإنساني الصعب الذي يعيشه اللاجئون، وعن الفقر والحرمان وظروف العيش القاسية. ولهذا قام وفد من "جمعية مكافحة التمييز العنصري" بزيارة إلى مخيمي البداوي ونهر البارد بالإضافة إلى "تجمع نهر البارد للمهجرين". بدأ الوفد زيارته بعقد لقاء مع اللجنة الشعبية لمخيم البداوي بحضور أمين سر اللجنة أبو خالد والأعضاء بالإضافة إلى مشاركة عدد من ممثلي الجمعيات والمؤسسات والهيئات الأهلية الفلسطينية، حيث تم التطرق إلى أوضاع اللاجئين، كما جرى البحث في المسائل والمواضيع التي تهم الشعب الفلسطيني وآخر التطورات على الساحة الفلسطينية، واطلع الوفد خلال الزيارة على عمل المؤسسات والجمعيات الخيرية الناشطة في المخيم، كما عقد لقاءات مع عدد من المعنيين والمسؤولين عن هذه المؤسسات.      

   بعد ذلك، نظمت جولة شملت بعض المؤسسات الاجتماعية والجمعيات الخيرية، ثم انتقل الجميع إلى مخيم نهر البارد حيث نظمت جولة مشابهة على المؤسسات والجمعيات، وكانت حوارات مع القيميين عليها تبادل خلالها الطرفان أحاديث تعنى بالشأن الداخلي الفلسطيني وبآلية العمل المتبعة وسبل تطويرها.   

      وقد ذكر مدير مؤسسة بيت أطفال الصمود، الأستاذ قاسم عينا، المرافق للوفد  "إن الهدف من هذه الجولة نقل الصورة عن معاناة شعبنا في المخيمات إلى الرأي العام الدولي، وإطلاعهم على ظروف معيشتهم الإنسانية الصعبة في مخيمات الشتات في ظل رفض شارون الاعتراف بحقهم بالعودة إلى ديارهم، ونأمل أن تثمر هذه الزيارات في خدمة مصلحة شعبنا الذي ما يزال يناضل من أجل حقه في إقامة دولته وعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم وممتلكاتهم وفقا للقرارات الدولية ذات الصلة ". وقد أعرب الوفد عن " صدمته للوضع الإنساني وظروف العيش غير الإنسانية التي يعيشها اللاجئون في المخيمات " وأكد على حق الشعب الفلسطيني "بأن يعيش بكرامة أسوة بكل الشعوب وعلى حقه في العودة إلى دياره في فلسطين. 

 مخيم الجليل 

    بعد انتهاء الزيارة التي قام بها الوفد الأوروبي الأميركي من "جمعية مكافحة التمييز العنصري " إلى مخيم الجليل (ويفل) في البقاع، أعرب الوفد عن "حزنه وامتعاضه للحالة التي يعيشها اللاجئون حيث الزواريب التي لا تتسع لمرور شخص واحد والحشد البشري المتراكم في بقعة جغرافية صغيرة، والأبنية المتداخلة التي لا يتوافر فيها الحد الأدنى من المواصفات الصحية التي تليق بإنسان يعيش بالقرن ال21" كما ذكر الاميركي ارندو كوانتي.       

وعقد لقاء مع أمين سر اللجنة الشعبية للمخيم أبو محمد  واكد مع أعضاء اللجنة حيث تم الشرح وبشكل واف عن الوضع الصحي والتربوي والاجتماعي لأبناء المخيم. واستفسر أعضاء الوفد من اللجنة عن أمور ورأي الشارع الفلسطيني فيها ومنها : حق العودة، خريطة الطريق، كيفية حصول المواطن على السكن خارج المخيم وحق العمل ومشكلاته. وشدد أمين سر اللجنة الشعبية على أهمية زيارات الوفود الأوروبية والأمريكية للاجئين في المخيمات والتجمعات للاضطلاع عن كثب من خلال مشاهداتهم واحتكاكهم مع اللاجئين كيف يعبر اللاجئون عن رؤيتهم للمستقبل وبأنه طال الزمان أو قصر فان الشعب الفلسطيني سيبقى محافظا على ثوابته الوطنية التي تدعو إلى إعطائه حقه كاملا وخاصة حقه في العودة إلى دياره وممتلكاته في فلسطين،وأنه لو قدر لمجموعة ما أن تعود إلى غزة لسبب أو لآخر فان ذلك لا يلغي حق الفلسطيني بالعودة إلى بيته في حيفا ويافا والمدن والقرى الفلسطينية الأخرى في فلسطين العام 1948".     

    وبدوره شدّد ارندو كوانتي من نيويورك، على ضرورة " التواصل بين الاميركيين المتضامنين مع الشعب الفلسطيني والمنظمات الشعبية الفلسطينية لمواجهة الجهل بالقضية الفلسطينية التي تغذّيها الإدارة الأميركية".    ندوتان في الكراون بلازا   عقدت للمناسبة ندوتان حواريتان في يوم الخميس15/9/2005 الأولى مع ناشر جريدة السفير الأستاذ طلال سلمان والثانية مع الأمين العام للمؤتمر القومي العربي الأستاذ معن بشور.   

 عقدت الندوتان في فندق "كراون بلازا" في الحمرا، وتحدث في الأولى سلمان الذي حيا مواقف هؤلاء الزائرين وروح التضامن والتعاطف مع الشعب الفلسطيني وقال " إن وجودكم معنا هنا في بيروت يعني أننا لسنا وحدنا وأن فلسطين ليست وحدها ".وأضاف " إن الحقد الطائفي الأعمى لدى بعض الميليشيات اللبنانية والرعاية المباشرة للجيش الإسرائيلي والجنرال شارون معا هما المسؤولان عن تلك الإبادة الجماعية التي وقعت في 16/9/1982 ".

وأكد سلمان " أن إسرائيل نفسها لم تستطع أن تتجاهل هذه الجريمة فأرغمت على تأليف لجنة كاهانا. وفيما بعد صار هناك نوع من التحقيق الدولي وعرضت القضية أمام محكمة برتراند راسل، ثم أمام القضاء البلجيكي الذي واجه ضغطا اميركيا متواصلا أدى إلى تغيير القوانين البلجيكية في هذا الشأن وحال دون متابعة السير في هذه القضية.   

 وختم بالقول " ثمة في لبنان تجارة رائجة تحت شعار الخوف من التوطين. لكننا واثقون من أن إخواننا الفلسطينيين يرفضون أي وطن بديل، وان شعار التوطين إنما هو شعار يستخدمه الاميركيون لتخويف اللبنانيين من الفلسطينيين ولإظهار الفلسطينيين كأنهم ناقصو وطنية". 

  أما بشور فقد بدأ حديثه عن مجزرة صبرا وشاتيلا فقال: إن هذه المجزرة هي " أم المجازر "، ولو وقف المجتمع الدولي ضد تلك المجزرة بقوة لما شاهدنا المجازر تتكرر في فلسطين والعراق، ثم تطرق إلى الحديث عن العراق فقال: إنه يعتبر إعلان جورج بوش سحب ثلث جيشه من العراق هذه السنة في منزلة إعلان هزيمته وبداية إنسحاب القوات الاميركية من العراق.  

  المسيرة إلى مقبرة الشهداء    

   وفي يوم الجمعة 16/9/2005 انطلقت مسيرة جماهيرية حاشدة من الساحة المقابلة للسفارة الكويتية باتجاه مقبرة شهداء المجزرة، ضمت المسيرة المئات من بينهم حوالي مائتي متضامن من أميركا، إيطاليا، السويد، ألمانيا، كندا، تركيا، باكستان، بريطانيا، أسبانيا، فرنسا، بولندا، الدانمرك واليونان... بالإضافة إلى مشاركة النائبين مروان فارس وعلاء الدين ترو وممثلي الأحزاب والقوى الإسلامية والوطنية والفصائل اللبنانية والفلسطينية ورؤساء بلديات وجمعيات أهلية، ولجان شعبية ونساء أوروبيات مشاركات في سباق الماراتون الذي تنظمه منظمة الشباب التقدمي...     

   رفع المشاركون يافطات كتب عليها " لن ننسى مجازر العدو في قانا ودير ياسين وشاتيلا "، و " سلاح المقاومة في لبنان وفلسطين يضمن حماية شعبنا من تكرار مجزرة قانا وشاتيلا "، "مخيماتنا ليست جزرا أمنية "،أما الشعارات التي رفعت بالإيطالية وحملها الإيطاليون " فلسطين حرة "، " شارون مجرم، ولنقاطع البضائع الإسرائيلية "، و" لن ننسى صبرا وشاتيلا "، فيما رفع الأطفال الفلسطينيون صورا ورايات سوداء، وأعلاما لبنانية وفلسطينية، فضلا عن صور الشهداء والمفقودين في المجزرة.     

   وعند وصول المسيرة إلى المقبرة تم وضع أكاليل من الزهر، بعدها ألقى النائب فارس كلمة الأحزاب اللبنانية، مشيدا " بالقادمين إلينا من دول أوروبا والغرب الذي كان استعماريا وهو بوجودكم معنا يتحول إلى غرب يريد السلام الفعلي القائم على الحق والعدل وسلام الأبطال وإعطاء الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة وإدانة المجرم الذي ارتكب مجزرة صبرا وشاتيلا".   

      أما النائب علاء الدين ترو فقال " إن من يطالبون بسحب سلاح المخيمات، وتجريد المقاومة من سلاحها نقول لهم المقاومة ضمانة للبنان وشرفه وعزته وكرامته، ونقول للعملاء الذين يريدون قتل الفلسطينيين،  تعلموا من هؤلاء المناضلين الشرفاء "، وأشار رئيس بلدية الغبيري محمد الخنسا، إلى شعارات يطلقها بعض المنبوذين ضد الإخوة الفلسطينيين الشرفاء، منسحبين بذلك من العرب والعروبة "، وأضاف " نحن والفلسطينيون ضد التوطين وسنتابع المسيرة حتى إحقاق الحق وعودة جميع الفلسطينيين إلى أرضهم ".    

    كلمة الفصائل الفلسطينية ألقاها أنور رجا، فأكد " أن شهداء المجزرة سقطوا في سبيل عروبة لبنان وفلسطين، وكان السلاح قد خرج من المخيمات، ونقول للذين يدعون إلى إخراج السلاح من المخيمات: شعبنا لا يزال يعاني من العنصرية والمواقف الانعزالية، ولبنان العروبة والمقاومة كفيلان برد تلك الأصوات".  

  المؤتمر الصحفي    

    وعقب الزيارة إلى مقبرة الشهداء عُقد لقاء تضامني في نقابة الصحافة اللبنانية، حضره نقيب الصحافة محمد البعلبكي، والوفود الأجنبية المشاركة وعدد من اللاجئين والمؤسسات الأهلية الشعبية الفلسطينية، واللجان الشعبية والفصائل والقوى والأحزاب الإسلامية الوطنية الفلسطينية واللبنانية وحشد من الشخصيات الإعلامية والاجتماعية، وأهالي الضحايا والمهتمين.    

     بداية، ألقى البعلبكي كلمة رحب فيها بالوفود، واصفا إياهم " بالشرفاء الذين لم يتمكن الصهاينة من غسل دماغهم والذين جاؤوا خصيصا من بلدانهم للقيام بما يتوجب علينا نحن القيام به قبلهم من إحياء لذكرى مجزرة صبرا وشاتيلا ".

  ثم تحدث ناشر جريدة السفير طلال سلمان، فقال " كل سنة في مثل هذه الأيام نتوقع وصولكم وأن الحرب الإسرائيلية لم ترحم طفلا، وكانت بعض الميليشيا اللبنانية التي أعماها الحقد وضللها الغرض السياسي، تفتك في كل الأحياء بهذا المخيم، وبكل الأحياء، من فلسطينيين ولبنانيين وسوريين وجنسيات أخرى... وكانت مذبحة الفقراء، وكان التقدير أنها ستكون مجرد مجزرة من المجازر التي ارتكبت بحق الشعب الفلسطيني، لكننا لن ننسى ولن نغفر، وبالتأكيد فإنكم حين تأتون إلينا يشعر أهالي الضحايا كما نشعر نحن أن قضايا الشعوب ستنتصر حتما مهما كان الظلم عاتيا، إنكم تمنحوننا الأمل بأن حقوق الشعب الفلسطيني لن تموت... إنكم طيور الأمل تأتون إلينا في كل أيلول ".   وشدد تشاريني على دور الإعلام في إحياء الذكرى وعدم نسيانها ونسيان جريمة شارون " الذي كما كان عام 1982 هو الآن يمارس المهمة نفسها في منع إقامة دولة فلسطينية في فلسطين". وقال "جئنا من ايطاليا والدول الأخرى لإحياء الذكرى، في يوم لا يسعنا إلا أن نتقدم بأحر العزاء والتضامن مع أهالي الضحايا، ونذكر العالم بأن شارون المجرم يرقد في الأمم المتحدة و يسعى إلى إلغاء فلسطين من خلال إنسحابه من غزة ". وأضاف:إن " المشروع الاميركي يريد تقسيم العرب إلى أعراق واثنيات وطوائف متناحرة... والموضوع بالنسبة إلينا ليس حربا دينية أو حضارية، باختصار هو حرب إمبريالية ضد هذه المنطقة، داعيا إلى مواجهة ذلك بالحوار توصلا للسلام وإحقاق حق الفلسطينيين.